البابا ميليوس وهو ثالث باباوات الاسكندرية والخمس مدن الغربية وافريقيا , وقد استلم بيعة يسوع فى الاسكندرية بعد نياحة انيانوس سنة 38م وعاصر سقوط اورشليم ع انيانوس سنة 70م فى حكم الملك تيطس بعدما هاج اليهود ضد الحكم الرومانى وذهب اليهم تيطس بجيش ليآسر 97 الف يهودى ليعملوا فى مناجم الدولة الرومانية وبالاخص مصر.
كان اسم البابا ميليوس قبل البطريركية مليانوس وابيليوس وعاصر حكم الملك دومتيانوس ملك رومية سنة 38م الا انها ووفقا لمخطوطة تاريخ البطاركة لابن المقفع تكون 85م, وتم تنصيبه بطركاً بعدما اتفق عليه الشعب الارثوذكسى ليكون راعياً لهم بعد نياحة انيانوس بحوالى 15 يوم هى مدة خلو الكرسى المرقسى لاول مرة.
كان مشهور بالتقوى والعفاف والغيرة على رعية المسيح وكان المؤمنين يدخلون افواجاً الى المسيحية فى عصره. واستمر يخدم فى الكنيسة المرقسية بالاسكندرية او كنيسة بوكاليا (بحر البقر) كما علمنا من المقالات السابقة انها الكنيسة الاولى فى مصر وكانت المقر الباباوى لمدة الف عام وتم دفن مارمرقص الرسول والبابا انيانوس وكذلك البابا ميليوس بعد نياحته سنة 95م فى عصر الملك دومتيانوس بعد ان خدم شعب المسيح 11 سنة و9 شهور.
بعد 5 ايام من نياحة بطركنا ميليوس تم اختيار كردونس ليكون البابا رقم 4 من باباوات الاسكندرية وكان واحدا من الذين عمدهم مارمرقص الرسول, وقد عاصر خلال خدمته البيعة المقدسة ثلاثة حكام هم دومتيانوس, نيرفا وتراجان وتراجان هو اول امبراطور اعلن ان المسيحية ديانة محرمة حتى يضع حدا لإنتشار المسيحية ووقتها حكم على كثيرين بالموت وكان منهم بطركنا الرابع كردونس الذى أستشهد بعد خدمته للبيعة المقدسة 10 سنوات و9 اشهر وكان ذلك سنة 106 ميلادياً وبالرغم من الاضطهاد الذى وقع على شعب المسيح الا ان اعداد المؤمنين بالمسيح تزايدت .
وكان سبب استشهاده ان والى روما وقتذاك طلب منه ان يتم الاشتراك فى عبادة الاله بحيث يعبد المسيح الرب واله الوثن, الا انه رفض حيث لا يوجد الا اله واحد نعبده وهو ملكنا المسيح له كل المجد والكرامة وبعدها تم القبض عليه ونال اكليل الشهاده كثانى بطرك يتم نوال هذا الاكليل العظيم بعد مارمرقص الرسول البطرك الاول للاسكندرية ومصر وافريقيا وتم دفنه بجانب ابائه القديسين فى كنيسة بوكاليا او الكنيسة المرقسية بالاسكندرية كما هى معروفة حتى وقتنا هذا بهذا الاسم.
الى ان نلتقى واياكم فى المقالة القادمة عن تاريخ باباوات الاسكندرية ولإلهنا كل مجد وعزة وكرامة.