ان الابتهاج والفرح هو من ثمر الروح ,وعامل اساسي مرافق لاولاد الله في كل الظروف,اي فرح روح الله الساكن في اولاده .وهو ثمر الخلاص والغفران.
الفرح موضوع اساسي,يبشر بحدث عظيم ,اللاهوت والناسوت تجسد بالروح القدس في احشاء مريم العذراء المطوبة والمباركة ,ولقد فرح ثلاث اشخاص حين زارت مريم العذراء نسيبتها اليصابات.
39 فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، 40 وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41 فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 42 وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43 فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44 فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45 فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».
46 فَقَالَتْ مَرْيَمُ:«تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، 47 وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِالإِلهِ مُخَلِّصِي، 48 لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، 49 لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، 50 وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. 51 صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. 52 أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. 53 أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. 54 عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، 55 كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ». 56 فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
بعد ان علمت العذراء انها ستكون اما للمسيا,ذهبت الى نسيبتها اليصابات الحامل والتي ستلد بعد ثلاث شهور,كي تبشرها لتفرحا معا.ونجد هنا حكمة الله القدير تؤازر بشارة مريم ,لتثق بالله وتبشير الملاك لها,اذ بشرها الملاك بحمل نسيبتها العاقر في الشهر السادس. لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله.
اليصابات تتضع وتفرح: من اين لها ان تأتي ام ربها اليها "من اين لها ,أي فضل لها ,لا لا تستحق" .
وحين استقبلت اليصابات مريم وسمعت سلامها الفًرِح:
1- امتلأت من الروح القدس وصرخت مباركة انت يا مريم بين النساء.
2- باركتها بفرح وميزتها بين النساء.
3- باركت بفرح ثمرة بطنها يسوع.
4-رنمت بروح النبوة"ام ربي". اعلان امومة القديسة مريم ليسوع .نلاحظ هنا ان الفرح كان مرتبطا بصراخ دلالة ايضا على تجاوب للمشاعر و الانفعال الفرِح.
5-عززت اليصابات ايمان مريم العذراءوشجعتها اذ قالت طوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من الملاك ,من قبل الرب.
الجنين يفرح: الذي في احشاء اليصابات, مع انه لم يولد بعد,عد 44 .لقد ابتهج يوحنا "النبي "الجنين بلقائه بيسوع المسيح الجنين لاول مرة (اذ نرى هنا حساسية يوحنا لروح الله في امه حين امتلأت بالروح القدس وايضا نرى فعالية الروح القدس على الجنين اذ ارتكض بابتهاج , أي قفز فرحا.حين سمعت اليصابات صوت سلام مريم العذراء.
وايضا السلام كان سبب قوة وفرح وابتهاج ,اذ هي حامل برئيس السلام(اش9 :6و7).لقد فرح يوحنا الجنين بمقابلته بالمسيح يسوع قبل ميلادة. وقد كان ليوحنا بعد ولادته الامتياز العظيم ان يقدم يسوع المسيح للشعب اليهودي بفرح .
"ان اليصابات وجنينها يوحنا المعمدان ابتهجا بلقائهما بالله المتجسد باحشاء مريم العذراء"
مريم العذراء تفرح وتعظم الله: لان الله هو الهها الشخصي ومخلصها 1بط1 :8 ولان ردة فعل اليصابات وفرحها ونشيدها وتشجيعها افرح مريم العذراء فترنمت ترنيمتها المؤثرة انذاك وحتى يومنا هذا,لقد ترنمت بقوة الروح القدس ورفعت صوتها بقوة وثقة ,مبتهجة بروحها, وبايمان ان العظيم أي الله سيصنع بها عظائم......
نلاحظ ان مريم العذراء ترنمت بابتهاج الكلمة الموجودة في العهد القديم1صم2 :1 -10 , ونتعلم هنا تأثير حفظ كلمة الله التي تقوي ايماننا , حتى تصبح الكلمة ترنيمة وتسبيحة في افواهنا.
ان مريم الحامل بالله المتجسد 1تي3: 16أي مخلص العالم اتضعت وذهبت الى اليصابات متحملة مشاق الطريق لتشاركها فرح حملها بيوحنا ولتلتمس التشجيع أي مهما كانت عظمة خدماتنا علينا ان نذهب الى الجميع حاملين رسالة السلام بروح السلام,هادفين ليحل التشجيع و الفرح والسلام بقلوب الناس.
بالرغم من ان مريم العذراء حامل في المخلص,ابن الله, لم تعظم نفسها انما عظمت بفرح الرب وذكرت اعماله اتجاهها واتجاه المؤمنين باسمه. ونرى ايضا ان مريم بالرغم من وضعها الخاص في مجتمعها والاحراج الذي سببه حمل من الروح القدس وبالرغم من الشريعة اليهوديه التي سوف تدينها لم تنشغل بما يقوله الناس عنها بل ركزت على استمرارية طاعتها لله ولكلمته ولخدمتها التبشيرية وعلى ان تبقى فرحة وغير قلقة وكانت تعظم وتنطق بابتهاج بكلام الرب وهذا ايضا حفظ فرحها كل حين واعطاها قوة للاستمرا ر ولمواجهة تحديات المجتمع. وقد اكرمها الله بانه ارشد يوسف خطيبها كيف يتصرف اتجاهها واتجاه المجتمع.مت1 :18 -35
ترنيمتها تنقسم الى قسمين:
-
القسم الاول من الترنيمة:
-
تتكلم عن اعمال الله اتجاهها:
-
-
لقد خلصها خلاص ابدي.
-
لقد اختارها باهتمام وتمييزمن بين نساء كثيرات في عصرها.
-
اعلنت ان الله قديرا بالنسبه لها أي صنع امورا صالحة اتجاهها وصنع عجائب من خلالها بحملها العجائبي وولادة المخلص,ابن الله.لذلك هي فرحة ومبتهجة وفي سلام.
القسم الثاني من الترنيمة:
لقد رأت مريم العذراء بعين الايمان ,
ما صنعه وسيصنعه الله اتجاه من يتقيه: رأت رحمته من جيل الى جيل, قوته أي معونته, ورفعه المتضعين,
واشباعه الجياع روحيا وجسديا, ورأت ايضا تجسد المسيح من اجل خلاص شعبه من خطاياهم . ونرى هنا نعمة الله وحكمته ونظامه المعاكس لنظام العالم حيث ان المتكبرين يتشتتون و المقتدرين سينزلون من مراكزهم والاغنياء سيُصرفون فارغين.....
ان الله اظهر رحمته للعاجزين والمتضعين والجياع,وهذا ما يجب ان نفعله كاولاد الله.
ان فرح الروح القدس ينير اذهان متقي الرب فيتذكرون كلمة الله ويجعلونها تسبيحة في افواههم وايضا فرح الروح القدس يعطي قوة للاستمرارية ومواجهة تحديات المجتمع كمريم التي واجهت اضطهاد المجتمع بقوة واستمرارية وبايمان تابعت مسيرتها , مدركة ومؤمنة ان جميع الاجيال ستطوبها وتكرمها , وادراكها هذا دليل على ان نفسها كانت مشفية,لقد تممت دعوتها بقداسة وطاعة ومخافة لله. وندرك هنا اهمية السلام الالهي وفعاليته في النفس البشرية من فرح وهدؤ وابتهاج من رئيس السلام رغم التحديات.
نرى هنا ان اليصابات ومريم المطوبة بالروح القدس حولتا الزيارة الى مستوى احتفال تسبيح يعظم الله فترنمتا تسبيحتين ترددها الاجيال حتى مجيء المسيح ثانية.
نتعلم ايضا من هذا الحدث الكتابي العظيم:
ان نلهج بكلام الرب.
ان نعظم ونرنم معا في زياراتنا للناس بديل عن التذمر والشكوى. اذ نحول الكلام الطبيعي الى روحي.
ان نكرم ونقدر و نعين المتقدمين في السن, كانت مريم مثال لذلك لانها بقيت عند اليصابات مدة ثلاث اشهر أي الى ان ولدت يوحنا المعمدان,ويُتوقع انها خدمتها لأن اليصابات كانت متقدمة في الايام ومرية شابة صغيرة السن.لذلك علينا ان ننطلق بروح الخدمة كمريم. لقد حملت بشرى تجسد يسوع المسيح الى اليصابات ولم تحمل فقط همومها ومخاوفها اليها .فعلينا ان نحمل المسيح للعالم بروح فرح الخدمة المنطلقة.
ان مريم المطوبة عبر كل الاجيال, الحامل بالله المتجسد أي مخلص العالم اتضعت وذهبت بالبشارة الى اليصابات نسيبتها. ونتعلم منها انه مهما كانت عظمة خدماتنا علينا ان نذهب الى الجميع حاملين رسالة الخلاص وهادفين ليحل الفرح والسلام بقلوب الناس.
وان كنا عاقرين غير مثمرين روحيا فلنثق بوعود الله ونصلي باستمرار وبلجاجة ونعيش حياة القداسة مستندين على وعود الرب,فحتما سيستجيب الرب فنحمل حنان الله"يوحنا" في قلوبنا ونثمر ترفقا وحنانا للبشرية ونكون سبب فرح كيوحنا.
نحتاج ان نرجع ونكون اجنه "ليس فقط اطفالا"لكي نكون حساسين لروح الله واعماله حين نلتقي بشركة مع يسوع المسيح.
نتعلم ان نتضع حين نلتقي بشركة مع يسوع المسيح كما اليصابات ويوحنا الجنين فرحا معا.
وايضا لنتشجع ونذهب لنبشر بفضائل الله بالخبر الساركما ذهبت مريم الى اليصابات لتبشرها,وان نكون مستعدين لنحتمل مشاق الطريق أي الخدمة اذ لا نتعب من الخدمة انما نجتهد ونعب فيها كما فعلت مريم اذ ذهبت الطريق الشاقة لمدينة يهوذا لتصل الى نسيبتها.
نتعلم ان نبارك الاخرين في قلوبنا اولا و العلن ثانية ونبارك ثمر خدماتهم ,و نميز بفرح واعتراف اختيار الله لهم وتقسيم الروح لمواهبهم.
ان نحمل المسيح بقوة الروح القدس وسلامه الى الاخرين فتبتهج احشاءهم ويلتهبون بروح الله فيفرحون بفرح مجيد.
ان نتقدس فتظهر صورة بهاء الله فينا فنعبر عن هذا البهاء بترنيمة تعظيم للعظيم الثابت بعظمته المُطلقة.