مواضيع


Notice: Undefined property: stdClass::$image_intro in /hermes/bosnacweb07/bosnacweb07ae/b1622/d5.arab4jesusnet/public_html/arab4jesus3/modules/mod_bt_contentslider/classes/content.php on line 225

الحب الذهبي

kete jolianos

 كما احبني الاب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي. ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته يوحنا : 9:15 - 10

أسمى ما خلقه الله هو الحبّ، كلمة مبهجة للقلب ، تدفع الانسان الى مزيد من الخلق والابداع الالهي، هي كلمة صغيرة لكن لها مفردات شتٌى، الإنسان بمفهومه البشري المحدود يفتقد لمغزى الكلمة ومفرداتها، لجهل البعض بمعرفة المسيح نفسه .

الحب عاطفة سماوية جيّاشة، المحبة رسالة سماوية تتبّناها المسيحية، الحب أنشودة حمد تتأصل في نبضات القلب المنعشة، تخلِّص الإنسان من أمواج الكراهية، وتحثّه لكي يتخلى عن نزعاته الأنانية ، وتجعل قلبه محرابًا للحب الأصيل ، الصافي، النقي الذي يستطيع أن يضمّ جميع البشر بدون استثناء .

وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم يوحنا 26:17 .

المسيح هو الحبّ الحقيقي، حبّ بدون حدود، قلب المسيح يفيض بالعطف الالهي نحونا نحن البشر، حقًا أحبائي المسيح هو النموذج للحب المقدس والنور المشعّ لكل البشرية، المحبة هي كالنبتة الحساسة تحتاج إلى كثير من العناية، فإذا لم نعتنِ بها ولم تُرو باستمرار فسرعان ما تذبل وتخسر رحيقها الشذيّ ورائحتها الزكية، فالرحيق كما يُعرّفه القاموس هو ما تفرزه الزهرة لاجتذاب النحل، كما تحاول النحلة أن تستخلص طعامها لتشبع قلبها من رحيق الزهرة الباذلة للحب، فهكذا نحن البشر تستخلص قلوبنا محبة الرحيق الشذيّ والرائحة الزكية، "رحيق الحبّ الإلهي" ما أبهى وأنبل هذا الرحيق اليسوعي، يشبع جوع قلوبنا بفيض المحبة العالية، يرفعنا نحن البشر فوق مستويات هذا العالم باضطراباته ومشاكله .

نعيش في زمن يعِجُّ به القلق والاضطراب النفسيّ والمشاكل التي ترهق أجسادنا وأرواحنا وتكون معثرة لحياتنا، ذلك لجهلنا بامحبة السماوية العالية، الفائقة لمحبتنا كبشر نحو بعضنا البعض .

توجد انواع محبة كثيرة ، أعظمها من صنع الإنسان، مزيفة كالآلهة الكثيرة، علامة المحبة البشرية انّ المشاعر هي التي اوجدتها،فهي تغلبها الشهوة الجسدية، والالتفات إلى الذات.

قلب الإنسان الجسدي يستطيع أن يحب ويبغض ، فهو يحتوي الاثنتين ، بينما المحبة الإلهية هي أفعال وليست انفعال، تضحيات وليست مجرد تمنيات .

 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض يوحنا 35:13

أعزائي فلنتذكر الوصية العظمى وهي المحبة، الحبّ الذي أوصانا به المسيح، الحب المقدس، والبذل من اجل الآخرين، فلنتمثل بالمسيح ومحبته نحونا نحن البشر المخلوقين على صورته، حقًا ما ارقّ عواطفه ومحبته ألجياشة حيث الحقد لا يعرف طريقًا إليها، المسيح يحب حتى الذي لا يستحق المحبة!

والبرهان الصليب، فلنتذكر كيف تعامل مع بطرس حين أنكره، رغم إنكار بطرس له فالمسيح أحبه وغفر له وسلّمه مفاتيح ملكوت السموات .

فليكن المسيح مثالاً لنا بمحبته المقدسة،الطاهرة، ولنحمل بلسم الحبّ الالهي ؛ البلسم الشذيّ اللامتناهي ،لان محبة المسيح لم تكن فقط في التعليم الأخلاقي بل أيضًا بالسلوك، العمل والحق، صلاتي أن نثبت في شخص المسيح ونكون نموذجًا صالحًا، نمتاز بالحب الحقيقي السامي،ونصبح كجدول متدفق يرنو إلى قلوب البشرية، وأنشودة الحمد السماوي والثناء المرتسمة في قلوبنا، ونرتقي إلى أعلى مرتبة روحيّة، حاصلين على صلاحيات روحية "رسالة سماوية", تلك الرسالة التي تزرع بذور المحبة العالية في قلوب البشرية، حتى تنمو نعمة الحب على هذه الأرض وتخلِّص الإنسان من أمواج الكراهية ، خاصةً حين تثمر بذرة الحب في قلوب البشرية يقف الإنسان على أقدام ثابتة، ويتأصل على حب راسخ لا يتزعزع أبدًا ، يقودنا هذا الحب إلى شاطئ الأمان،حيث الحضور الإلهي مضمونه الحبّ، ووسيلته الاتضاع وغايته الخلاص .

بقلم كيتي جوليانوس