مواضيع

الخدمة العابدة ام عبادة الخدمة

neven zara
 
نقرأ الشواهد التالية و نبداء من رسالة كولوسي الإصحاح ٣ و العدد ١٧ ( و كل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله و الأب به)
رسالة كولوسي الإصحاح ٤ و العدد ١٢ ( ُيسلم عليكم ابفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهداً كل حين لأجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين و ممتلئين في كل مشيئة الله). و العدد ١٧ ( و قولوا لارخبس: انظر الى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها). 
رسالة بطرس الاولى الإصحاح ٤ و العدد ١١ ( ان كان احد يتكلم فكاقوال الله و ان كان يخدم احد فكأنه من قوة يمنحها الله. لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد و السلطان الى أبد الابدين امين.) اخر قراءة من رسالة كورنثوس الاولى الإصحاح ١٢ و الإعداد ٤-٧ ( فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. و انواع خدم موجودة ولكن الرب واحد. و انواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد ُيعطي إظهار الروح للمنفعة). الله قسم بحكمته لكل واحد موهبة و خدمة معينة كما قرأنا سلفاً. هناك فكر خاطىء منتشر في الكنيسة بوجه عام و بين المؤمنين بوجه خاص وهو ان الخدمة قاصرة على بعض المؤمنين الذين لديهم مواهب من الله ( موهبة وعظ، شفاء، ترنيم ..... الخ). و ربما تقتصر  هذه الخدمات أيضاً لمدة ساعة أو ساعتين في الاسبوع و بقية الاسبوع اجازة. بينما الخدمة الحقيقية (كما قرأنا) هي في كل ما تعمله و في كل وقت تعمله و في كل ما تقوم به من اعمال هي خدمة للرب، لكن بشرط هو ان كل ما تقوم به و تخدم به الرب يكون من قلب نابع بالمحبة لله و هذه هي الخدمة الحقيقية و هذه هي العبادة الحقيقية. 
اقتبس مثال عن ام الواعظ المشهور جون وسلي و قد كانت ام لتسعة عشر طفل كانت تعمل كما يقول الكتاب عن المرأة الفاضلة بيدين راضيتين في البيت لخدمة الرب في اولادها و كتبت ذات مرة فوق مرحضة الغسيل عبارة تقول فيها ( هنا ُيخدم الرب ). 
لا أستطيع بالتالي منع نفسي من ذكر نبي الله نحميا عندما نقراء عنه انه كان ساقياً للملك ارتحششتا يقول الكتاب المقدس( فحملت الخمر و أعطيت الملك و لم أكن قبلاً مكمداً أمامه). نلاحظ دقة الوحي في وصف خدمة نحميا للملك ارتحششتا انه لم يكن كئيب الوجه امام الملك و هو يقدم له الخمر. و هذا العمل الذي كان يقوم به نحميا هي ابسط انواع الخدمة أو العمل لكنه كان أميناً فيما كان يقوم به و كان يعمله بفرح. نرى بعدها ان الله أقام نحميا على بناء السور لانه كان أميناً في القليل اقامه الرب على الكثير. نرى شاؤل الملك ونقارنه بداود الملك شاؤل ابن قيس كان شاب و حسن المنظر ولَم يكن في بني اسرائيل أحسن منه من كتفه فما فوق كان أطول من كل الشعب. هذا مسحه الرب على يد صموئيل النبي ليكون ملكاً على اسرائيل ليخلص شعبي من يد الفلسطينيين ( صموئيل الاول الإصحاح ٩ و العدد ٢). صار شاؤل يرى لنفسه و يتكبر وكأنه اصبح ملكاً لجماله و رجولته و طوله و عقله و ذكائه و كفائته و مهارته في الحرب. مكتوب ان شاؤل انحمق ولَم يحفظ وصايا الرب إلهه،  عندما تاخر   صموئيل عن موعده مع شاؤل ليقدم الذبيحة للرب. نقراء في صموئيل الاول الإصحاح ١٣ و العدد ٨ ( ولَم يأتي صموئيل الى الجلجال فقال شاؤل قدموا لي المحرقة و ذبائح السلامة). فوبخه صموئيل و أعطى الُملك لداوُد. أيضاً شاؤل لم يكن أميناً على أُتن ابيه لانه أضاعها و كان يبحث عنها. بينما دَاوُدَ النبي قتل الدب و الأسد من اجل غنم ابيه التي كان يرعاها. و صدق دَاوُدَ الملك عندما قال ( ان الرب يرد على كل واحد بره و امانته). والكتاب المقدس مليء بقصص واقعية تاريخية تعليمية نتعلم منها من أُناس خدموا الرب بكل أمانة في اضعف و ابسط عمل/ خدمة و كيف ان الرب كافئهم وأُناس لم تخدم الا مصالحها كشاول، محق هو الرب يسوع عندما قال ( و اما الذي تظنه لك يؤخذ منك). توخذ الموهبة و الخدمة مهما كانت  عندما لا اخدم الرب بأمانة. وعندما تخدمه بأمانة فهذه عبادة و العبادة تعني أني اخدم كعبد طوعاً وليس قسراً للذي اشتراني و هو الرب يسوع له كل المجد. وان كنت اخدم كمن يخدم قدام الناس فقط اخدم سمعتي و شهرتي و مصلحتي و ان صوتي يكون مسموعاً هذه لا ُتسمى  خدمة للرب إنما خدمة الذات و عبادة النفس و مصالحها الشخصية. 
النقطة الثانية التي يجب توافرها في الخادم الأمين هو ان تكون له رؤية للخدمة. سأل الرب ارميا النبي ( ماذا انت رأي؟) فقال ارميا : قضيب لوز. قال الرب: احسنت الرؤيا). فهل لديك رؤيا القدير؟ هل ترى ما يراه الرب؟ وان كان لا فاطلب  من الرب من عند ابي الأنوار الذي يعطي بسخاء و لاُيعير . ربما سأل يسال لماذا الرؤية مهمة في الخدمة؟ على الأقل لسببين، اولا؛ مكتوب انه بدون الرؤيا يجمح الشعب اي يتوه عن الطريق. ثانياً؛ لكي أتمم بفرحٍ سعيي يقول بولس الرسول و الخدمة التي اخذتها من الرب يسوع المسيح. وان فشلت لا اخاف أو أُحبط بل أقوم و اتكل على الرب و اثق ان الرب هو العامل فينا، اتكل على غفرانه و نعمته التي هي قادرة عن تثبتني و تعينني حتى النهاية. 
ماهي الشروط التي يجب توافرها ليكون الخادم خادماً؟ ساقول في عُجالة اولا: يجب ان يكون الخادم امين في كل ما يقوم به و في كل ما يقوله. ( الرجل الأمين كثير البركات ). 
ثانياً: يجب ان يكون الخادم واقفاً امام الله دائماً. المعنى؟ نقرأ في رسالة تيموثاوس الثانية الإصحاح ٢ و العدد ١٥ ( اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى عاملاً لا يخزى مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة). اي ان أُقيم نفسي و أكرس نفسي و أُقدس نفسي لله، لا اعمل الا عمله و لا أتحرك الا بأمره. النبي ايليا قال في سفر ملوك الاول الإصحاح ١٨ و العدد ١٥ ( حي هو  رب الجنود الذي انا واقف أمامه). كاتب المزمور يقول جعلت الرب امامي فلا اتزعزع. يعني الرب نصب عيني. تكون عيوني شاخصة اليه ثابتة نحوه لا اتلفت يميناً او شمالاً.  
ثالثاً: الخادم الحقيقي يجي ان يكون له رؤيا القدير. كما قرأنا سابقاً. 
رابعاً: الخادم الأمين يتمم مشيئة الله و ليس مشيئته. مكتوب ان اعمل مشيئتك يا الهي سررت. و ماهي مشيئة الله؟ وهذه هي مشيئة الله قداستكم يقول بولس الرسول. 
 
نيڤين زارا