مواضيع

من يكون هذا ؟

لَمْ يَكُن لديهِ عبيدٌ يَخدمونهُ أو حتـَّى إِماءْ؛

لكنَّ النـَّاس دعُوه سيِّداً، وملكَ الملوكِ وربّ الحياة.

لَمْ يَكُن لديهِ عبيدٌ يَخدمونهُ أو حتـَّى إِماءْ؛

لكنَّ النـَّاس دعُوه سيِّداً، وملكَ الملوكِ وربّ الحياة.

،لَمْ يَكُنْ يَحمِل أيَّة شهادات، لكِنـَّهُم وصفوهُ بالمعلِّم الصَّالح،

في الهَيكلِ وفوق الجَبل حيثُ المُروج وهُدوء الخَلاءْ.

بُهِتوا من تعليمِه، لأنـُّه كانَ يُعلِّمهُم كَمَن لهُ سُلطان السَّماءْ.

لَمْ يملك أيّ نوع من العَقاقير، لكنـَّهُ كان يَشفي كُلّ مرضٍ

وسُمِّيَ الشَّافي، بل طبيبَ الأطبَّاءْ.

لَمْ يحمِلْ سيفا ً أو يمْطَتِ حِصاناً لكنـَّهُ تواضع

وحَمَلَ في قلبِهِ الحُبّ والخير، وكُلّ مَنْ لمسَهُ نالَ الشِّفاءْ.

لم يَكُنْلَديهِ أيُّ جيش ٍأو أسلحةٍ فتـَّاكةٍ

لكنـَّهُ أحتلَّ العالمَ بمغناطيسِ الحُبِّ حين أجزلَ العطاءْ.

لَمْ يدخل أيَّة معركة عسكريَّة؛

لكنَّ مُلوك الأرض خَشوه، خوفاً على السُّلطةِ والعرش والثـَّراء.

لأجلِه عاش الملايين، وآمنوا برسالتهِ وصاروا شُهَداءْ.

لم يفعل أيَّة خطيئة، ولم يرتكب أيَّة جريمة، أو يستـَغفِر لأيّ ذنب؛

لكنـَّهُم أبغـَضَوه ظُلماً وناصَبوه العَداءْ.

وهو البريء صَلبوه بمحاكمةٍ غير عادلةٍ،

قد أعدُّوها بشهود زور ٍ

وتـُهَم وإفتراءْ.هو المـُحِبّ الـوَدود والصَّديق الوفي، باعهُ أحد الأصدقاءْ.

لَمْ يَكتـُب أيّ سطرٍ في كتابٍ لكنَّ المَلايين

كَتبوا عنهُ الكُتب الكثيرة. وفي حُبِّهِ صدحت أوتار الغناء!

ورُفِعَت لهُ أجمل الكَلِمات.وبرحمتِهِ ولطفِهِ وعدلِهِ تغنـَّت الأفواهْ،

الَّذِي في إسمِهِ الخَلاص وله أعظم الأسماءْ.

وها كلماتهُ باقية محفورة في قلوب من أحبُّوهمن الرِّجال والأطفال والنـِّساءْ.

وُلِدَ فـي مكان فقير! لكن بميلادِه قسمَ التـَّاريخَ نِصفـَيْن،

وصنـَّفَ البشرَ صَنْفَيْن؛ تابعٌ لهُ أو رافضٌللحياة.

لَمْ يطلب من تابعيهِ الحرب أو الموت في سبيلهِ،

بل أعطاهم الحَق والسُّلطان أن يَصيروا أحراراً بالعَيش لَه، وفي حبِّه تحمَّلوا الإضطهاد والعَناء

ليس كَعبيدٍ بل كأحبَّاءْ.

جاء رحمةً لكُلّ مَن يؤمِن به،

نعمةً لكُلّ من تقابل معهُ. 

فقد أحبَّ الجميع بدونِ تفرِقةٍ أو إستِثناءْ

.أحبَّ الخطاة والمـَساكين؛ وجُموع البُسطاءْ.

جعلَ العُميَ يُبصرون، جَعل العُرجَ يَقفِزون كالأيائل

وكُلّ مَن يؤمن به لا يُضارب الهَواءْ.

خَضَعَتْ له الطَّبيعة إذ أبكَمَ أمواج البِحار وعَجيج المياه.

أقامَ مَن قد أنتنَ في قبرِه، وأعادَ للمَوتى الحَياة.

نعَم فهو يُحيي العِظام وهي يابسة؛

ولهُ تخضع كُلّ الأشياءْ.

ماتَ ودُفنَ في قبرٍ لكنـَّهُ اليوم حَيٌّ، يشفع في كُلّ مَن دَعاهْ.

فمن يكونُ هذا؟

ومن له الحَق والسُّلطان، والدَّينونة والقضاءْ؟

غير الحيِّ الَّذِي لهُ عَدم الموت، المسيح كَلمة الله.

فإنـِّي أفتـَخر بهِ إذ أتبعُ قائداً منتصراً ظافراً، وأن أكونَ من ضِمنِ رعاياه.

وطوبى لمن كُتبَ إسمُهُ في سفر الحياة. وعاش لهُ وخدمهُ كأحد السُّفراء.

وماذا عنكَ قارئي العزيز؟

هل ملَلْتَالعيش في عار الخطيئة والرَّذيلة؟

هل وصلتَ لحدِ اليأس والكَآبة الثـَّقيلة؟

هل تريدُ مَفَرّاً ومخرجاً وعلاجاً لنفسِك الذَّليلة؟

هل نعِمـتَ بالأمان بـدلاً من الأوهامِِالَّتي تؤرِقـُك ليلاً،

وكُلّ الأحمالِ الَّتِي أحنـَت كَتِفَيْكَ دهراً طويلا؟

فالحلُّ هُنا مع مَن قال: »تعالوا إليَّ وأنا أريحكُم...أنا الحَق والحَياة والسـَّبيلا.

«هل تريد أن تعرِفـَه؟

وتذوق َ حَلاوة العَيش مَعهُ؛بدلاً من الحياةِ الهزيلة؟

ليتـَك تنعم بغفران آثامِكْ. فالأبديَّة طويلة.

أدعوكَ الآن لكي تتـَعرَّف عليهِ قبل فوات الأوان،

فهو لا يخلف ميعاد ولا يَعدم وسيلة.

هاني رمزي صموئيل

مؤلف ديوان أغاني غربتي ورئيس تحرير جريدة سفراء

يسعدني تواصلك الطيّب