مواضيع

عَوْدة للهَويَّة

ما هو إسمُك يا صبيَّة؟
وإلى أيّ عائلةٍ تنتمين؟
وما هي بَيانات البِطاقة الشـَّخصيَّة؟
ومن هو وليُّ أمرِك؟ وكم دفعَ في مَهرِك؟
هـل هي أوراق نقديَّة؟ أم دولارات أمريكيَّة؟
أم هو أحبَّكِ هكذا محبَّة ربانيَّة؟
فإن كنتِ تعشقينـَه فما هي درجة الحَرارة العاطفيَّة؟
أجيبيني لا تكوني غبيَّة!
فقط أريدُ أن اُحاوِرَكِ بهدوءٍ ورويَّة؛
لا لكي أكتب كلماتٍ على ورق في قصيدة شِعريَّة.
فلَن تثني عزمي بتلك الـبرودة والتـَّقوى الظَّاهريَّة
فلا تكوني جبانة أو خائفة،
أجيبيني يا صبيَّة!
وإنزعي عنكِ تلك الأوسمة العالميَّة،
لن يطولَ صَمتـُكِ ولن تـُكملي المسرحيَّة.
 
(ب)
قومي إنهَضي،
أستري عُريَكِ بأزياء النـِّعمةِ الغنيَّة.
ثوري! من هو المسؤول عن مَوت البَشر
في الفسادِ والخطيَّة؟
أيُظَن أنـَّك صاحبة القلب الحجر،
وثوب الحِداد والطَّقسيَّة.
إنفـَعلي! قولي: لمـاذا كَثرت المشاكل العائليَّة؟
وتفكُّك الاُسَر، وهشاشَة العلاقة الزَّوجيَّة.
وطيش الشـَّباب وسيادة الجهل
وعَمى الأذهان البشريَّة،
والفـَقر، والبَطالة، والتـَّكَتـُّلات السـِّياسيَّة.
 
(ت)
فأزمة الكرازة الَّتِي نـَعيشُها
لن تـُذيبها ولن تـُنهيها الحلول التـَّقليديَّة.
فما أكثر المجلَّدات والحُروف المطبعيَّة.
وقيام المؤتمرات، والنـَّدوات الصَّيفيَّة،
وكثرة المجادلات، والمـُناقشات العَصَبيَّة.
وأسهَل ما نـَقولَه: إنـَّها وِجهة نظر،
قد لا تـُفسِد لِلـوِدِّ قضيَّة.
إنـِّي أريدُ حلاً لا خلافاً
وأن أعرف وجه العُملةِ الحقيقيَّة.
فأنتِ تحتاجين لِلَمسات الرُّوح النـَّاريَّة.
وأن تمتليء عيناكِ دمعاً كنهرٍ يَفيضُ بحرارة الرُّوح،
والعبادة العقليَّة.
وأن تتعلَّمي السُّجود لمن يستحق
ورفع أجنحة الحُريَّة.
وأن تحملي على كتفكِ سلاح المدفعيَّة
ضد إبليس ومملكتهِ الجُهنـَّميَّة.
لا فرصة للجسد والنـَّزوات الوقتيَّة.
وأن تثبتي في الإيمان،
وأنتِ لابسة أسلحة الحرب الرُّوحيَّة.
مستعدَّة لكُلّ من يسألِك،
عن سبب رجائكِ، و إنتمائكِ للمسيَّا.
وكفى من نحت التـَّماثيل والجدران
والإجتماعات الرُّوتينيَّة.
وإنشغِلي بالكرازة بدون تفرقة عُنصريَّة!
بقولِكِ: »هذا مصري، وذاك أمريكي وهذه أراميَّة.
ونحن الكنيسة الأم
وغيرنا دخلاءٌ على المسيحيَّة.
فإحملي أكفان موتِك على يدِكِ
وأنت تـُجاهرين برسالة المسيح
لخلاص البشريَّة
وكفى من الإنقسامات الَّتِي تضيِّع الهدف
وتـُبرِّد المحبَّة الأخويَّة.
فأين إضافة الغـُرباء؟ وأين محبَّة الأعداء؟
وأين أنتِ من الموعِظة الجبَليَّة؟
 
(ث)
عودي وأنت تحبين على الرُّكب
راجعة عن طُرقِكِ الرَّديَّة.
فتـِّشي في صفحات الوَحي
عن نور الوصيَّة.
وإعرِفي الحق والحق يحرِّرُكِ من كُلّ عبوديَّة.
عودي للمرآة واُنظري الوجوه الملطـَّخة
بالأحبار الطِّينيَّة.
وإرفعي عن وجنتـَيكِ الألوان الصِّناعيَّة
ورائحة البارفانات الباريسيَّة.
وإن كُنتِ تفضِّلين الألوان؛
فاللَّون الأحمر رمز لدِماء الحَمَل القرمزيَّة،
واللَّون الأبيض وحياة القداسة النـَّقيَّة
وأن كنتِ لاتستطيعين الإستِغناء عن الرَّوائحِ
فهيَّا لرائحة المسيح الذَّكية.
وكفى إهداراً للوقت والجهد وإرجعي لتاريخِكِ
إدخُلي سجلَّكِ... أخرجي أوراقـَكِ،
»عُودي للهويَّة«
 
ستجدين أنَّ أوراق سَفَرَكِ وتغرُّبَكِ
مختومة في السِّفارة السـَّماويَّة
وبذلك تبتهجين وتعرفين أنـَّكِ غريبة، ونزيلة
فلا مقر ولا مفر من إتمام أسمى إرساليَّة
بحسب دعوتكِ العُليا لمجد الَّذِي أحبَّكِ؛
وأسلم نفسَهُ لأجلِكِ
فوق أعوادٍ خشبيَّة
ودُفن وقامَ ليتوِّجكِ بأكاليل النـَّصر،
ويعوِّضَكِ عن كُلّ أتعاب
وقسوة البريَّة
 
(ج)
فماذا أنتِ فاعلة؟
هل تقبلين الموت؟
أم تلزمين الصَّمت؟
أم تثورين وتنفعلين
مع العقائد الطَّائفيَّة!
»أنا بروتستانتي، وهذه أرثوذكسيَّة، وأنتِ كاثوليكيَّة.«
كما قـالت لَه: »أنتَ يَهودي وأنا إمرأة سامريَّة«
متناسيَة أنـَّها كانت ظامئة
وتحتاج للمياه العذبة والحيَّة
من مُروي العِطاش الَّذِي يَهِب الجميع خيرات
ونِعَم مجانيَّة.
الَّذِي يفتح بابَه على مصراعَيه
لكُلّ من يأتي إليه طالباً للخلاص
والرَّاحة من عذاب الضَّمير
ومن نيران الجحيم القويَّة.
فلِماذا الإنشغال بنقاشٍ لا يُجدي؟
سعياً نحوَ المكانة الإجتماعيَّة،
والرِّبح القبيح والأوراق البنكيَّة.
ألا تتأهَّبي لمـُلاقاة خَطيبكِ
لِيَزُفـّكِ لِعُرسِهِ كَعَروسِهِ المفديَّة؟
ويومئذٍ ستعرفين أنـَّكِ قد أضعتي الكثير والكثير
في متاهاتٍ دهليزيَّة.
وتتمنـِّين لو تعودين للأرض،
لِتخدميه بحريَّة الرُّوح،
بالفهم والحقائق الكتابيَّة.
فهل فـَهِمتي الدَّرس والمعاني يا صبيَّة؟
وهل إقتنعتي بأنـَّكِ غريبة وحبيبة؟
رغم تنهُّداتكِ الدَّاخليَّة.
 
(ح)
فإنـَّني أحِبُّك ولن أفرِّط فيكِ للعَدو
فقط ما أريدُه، أن ترفعي أنظارَكِ إلى العلاء
وكفى أهتماماتِكِ ومشاريعِكِ الأرضيَّة.
وأنـَّه لا مقر ولا مفر من إتمام أسمى إرساليَّة.
ولم تنتهي بعد...