مواضيع

التميز الادبي

 new untitled1

مثال القائد المؤثر

ان اردت تعريف كلمة "قيادة" سأجد كثيرًا من التعبيرات الجيدة التي تُعرِّف كلمة قيادة،لكنني ارغب في تعريف كلمة قيادة ليتوفر لنا المعنى كتابيًا. و نكون اكثر التزامًا بالكتاب المقدس.

 القيادة المؤثِّرة وهي:

 التاثير الخلقي في حياة القائد هو التأثير الذي يساهم و ينشىء وينمي أذهان اتباع مسيحيين يتأهلون و يتحولون الى قادة مسيحيين مؤثرين، عندهم كل مشورة الله اع 20 :28, و وهي قيادة مؤثرة على المدى البعيد. 2تي 2 :2 ."انني افضل هنا استخدام كلمة مؤثِّر كبديل لكلمة قائد،وكلمة تأثير كمرادف لكلمة قيادة ،لان التاثير يجذب اتباعًا كثيرين.

القيادة لا تعني الوصول الى مركز او منصب او ادارة اعمال تجارية في مدّة قصيرة وممارسة قليلة وتاثير يتلاشى سريعا.ولا شك هنالك تعاريف اخرى لكلمة قائد او قيادة....

ان اردنا توسيع دائرة تأثيرنا كقادة،علينا ان نتميَّز اخلاقيًا ونتشّه في تأثيرنا بيسوع المسيح لأننا به اصبحنا شركاء الطبيعة الالهية.

 

يتوارد الى ذهني عدة اسئلة منها:

 هل كل انسان هو قائد ؟من هو اول شخص عليَّ ان اقوده في حياتي؟ من اين تبدأ القيادة؟

اي نوع من المؤثرين أرغب ان أكون؟ وما هو دافع تأثيري؟

هنالك اجابات عديدة افضلها :ان كل انسان هو قائدا(مؤثر) في مكانه لان عليه ان يقود نفسه اولا قبل ان يفكر بقيادة الآخرين. والقيادة المؤثرة تبدأ من القلب والى القلب، و لا تبدأ من المركز او المنصب او من الفكر الذي هو شائع في شرقنا اذ تركز القيادة في شرقنا على الدراسة اكثر من القداسة وعلى المهارات التقنية اكثر من الدعوة الالهية ومسحة روح الله القدوس !,وتتشبث بالمظاهر والالقاب اكثر من الجوهر .

ان القيادة؛ اي التأثيرالذي يُبنى على اساس الاخلاق الكتابية والفضيلة وهذا يعني التميّز الادبي الذي يأتي بتاثير ايجابي في حياة اتباع بلا حصر ,كو 1 :28.

 ان العالم يحتاج الى مؤثرين متميزين ادبيًا وحقيقيين ، يملكون كلمة سلطان ممنوح لهم من الرب يسوع المسيح. هذا السلطان الممنوح من الله يؤثر ويغيِّر حياة الناس ،لانَّ العالم المتألم والجريح يفتش عن قيادة روحيّة ادبيّة واخلاقيّة و على قادة حقيقيين.

 ان هؤلاء المؤثرين يُصنعون بالتشكيل الالهي ويحرّكون كلّ من حولهم نحو الافضل، ويضيفون قيمة على حياة اتباعهم .يؤثرون دون استخدام اي ضغط او قوة ،محترمين حرية الانسان وصائنين كرامة صورة الله.و بسلوكهم وهدوءُهم يؤثرون بالناس،اذ كل ما يقولونه او يفعلونه يبدو حقيقيًا (مصداقيتهم مقروءة من على جبينهم) ومؤثرا لتغيير وبعث الهدوء والطمأنينة في حياة من حولهم.

 ان هؤلاء المؤثرين يقودون من المركزالثاني لان قائدهم في المركز الاوّل هو الربّ يسوع المسيح وهو مصد ر أمانهم وحكمتهم . يقودون بدافع محبة الله لهم ومحبتهم لله .يسلكون وفق ادراكهم لهويتهم ومركزهم المتميِّّز في يسوع المسيح،لهم رؤيا وهدف ومهام ويسعون باجتهاد ومثابرة نحوها رغم جميع التحديات ،ومرجعيتهم ومقياسهم الكلمة الذي صار جسدًا....... يهتمون ليسلكوا بمعايير عالية من القداسة المُتميزة ،اذ هي جُل اهتمامهم. دافع تاثيرتهم دعوة الله لهم ،طاعة وصيّة الربّ كما جاء في متى 28 : 18 -20

 من اين نستمد تميّزنا الخلقي فنصبح مؤثرين؟

 كلمة الله (المواعيد العظمى والثمينة)هي مرجعنا وهي تعلمنا وتعلن لنا كيف يجب ان نصبح متميزين ادبيًا و مؤثرين لمجد اسم يسوع المسيح. كما جاء في رسالة بطرس الرسول الثانية الاصحاح الاول: 1 سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: 2 لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ الإِلهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا. كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، 4 اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. 5 وَلِهذَا عَيْنِهِ -وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ¬ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، 6 وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، 7 وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. 8 لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 9 لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. 10 لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا. 11 لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.

 كما جاء في هذا النصّ الكتابيّ التي يعلّمنا اننا نلنا ايمانًا ثمينًا مساويًا للرسل ببرٍّ ونعمة وسلام يسوع المسيح الذي وُهب لنا مجانًا ، وانّ سلامنا مع الله ومع انفسنا واتباعنا يزداد، ونعمته وبركاته تزداد، كلما زادت معرفتنا بالإله ويسوع ربنا، وانّ قدرة الله المطلقة ومواعيده الكتابيّة العظيمة والثمينة(التي تحرّرنا من سلطة الخطية)انعمت علينا بطبيعته الالهية ونحن نستطيع ان نشترك وننمو وفق هذه الطبيعة الالهية من خلال:

1 - الحياة والشركة معه

2 -التقوى

3 التمسك بوعوده العظيمة والثمينة

4 - الهروب المستمر من فساد وشهوة العالم كوننا شركاء الطبيعة الالهية فنشتهي صفات وآداب الطبيعة الجديدة.

5- الاجتهاد المبذول باستمرا ر لتتشكل هذه الطبيعة فينا وهي التميُّز الادبي والذي نتيجته هو التأثير في اتباعنا.

 ان بطرس يذكر لنا هنا 7 صفات رئيسة تنمو وتتطور معنا بالطبيعة الجديدة "وقد صارع بطرس كثيرًا واجتهد بسبب طبيعته القديمة الى ان تشكَّلَ بحسب هذا التميز الخلقي"كوننا نثابر باجتهاد لتظهر فينا بالمجد، اي حضور طبيعته الالهية فينا و ننمو بالفضيلة اي التميز الادبي .

 نظام الترابط الادبي المتتالي يعمل معًا فينا لتنمية خلقنا المسيحي وهو كالتالي: الايمان الحيّ:في الإله يسوع المسيح ربنا وهو يشمل المواعيد في كلمته ،وهو الاساس الذي تُبنى عليه الصفات المتتالية،وهو ثمينٌ وعظيمٌ وينمو فينا على قدر اجتهادنا في معرفة الله فتنمو الفضيلة بعدها.

 1 - فضيلة: اي التميز الادبي لاتمام أمرٍ ما ، لتحقيق هدف ما. وهدفنا هنا لنكون مؤثرين؛ اي ان نتمِّم قصد الله ومشيئته في حياتنا في تميز ادبي.وهكذا ننمو ونتحلى بالاخلاق والانضباط لتظهر طبيعة الله فينا :اي فضائله. تليها تنموالمعرفة.

 2- المعرفة الفكرية و العملية :وهي البصيرة الذهنية التي تجعلنا ندرك ما يعتبره الله ويقدّره كي نسلك بتميز خلقي وهو يأتي نتيجة لخضوعنا وطاعتنا لكلمة اللة ومعرفة ارادته والمعرفة والمزايا تسيران معا ولا يمكن فصلهما في حياة المؤثر. " كي نكون شركاء الطبيعة الالهية علينا ان نعيش ونسلك بانسجام فكريّ وقلبيّ وانْ نجمع بانسجام بين المعرفة والمزايا"

 3 - التعفُّف : وهنا لبُّ وجوهر التاثير= القيادة ويعني ان اقود نفسي قبل قيادة الاخرين، اي ان اضبط نفسي كي افوز بالجعالة وان اكون متميزًا ادبيا ومؤثرًا ورابحًا لاتباع ليصبحوا مؤثرين.

 4 - الصبر: ينمو بشكل متتالي بعد التعفُّف وهو طول الاناة والقدرة على احتمال مصاعب وضغوطات الحياة وتحمّل الاشخاص المُتعِبين او المُتعَبين ملازمة كل ما هو حقّ وجليل وعادل، بلا تراجع وبثبات. علينا ان نجاهد لننمو و لنعيش صابرين وثابتين في الحقّ يع 1 :2 -8 ونحن نؤمن ان ما يحدث لنا هو من اجل خيرنا.

 5 - التقوى :التي تنمو متتاليًا بعد الصبر وهي ان نحيا بقداسة ومفروزين عن العالم ونجاسته وان نتشبّه بصفات الله ,1بط1 :16 ونحيا بمخافة الله عاملين مرضاته ومشيئته، سالكين بنبل على شبهه وفق الحقّ، بمحبة ومرتفعين بتميز ادبي عن الامور والسلوكيات العالمية . وعلينا كمؤثرين ان لا نسلك طريقًا سهلا او نتخذ قرارًا شعبيًّا او مريحًا او ما يناسب الاكثرية .

6 - المودة الاخوية - التقوى تقود الى نمو الفضيلة الادبية بالمودة الاخوية وهي العديمة الرّياء رو 12 :10

 7 - المحبة :المُضحيّة التي سبق وقدمها يسوع المسيح على الصّليب.المحبة التي انسكبت في قلوبنا لحظة خلاصنا رو 5 :5 تجعلنا نهتم ونضحّي من اجل الاخرين بدون شروط وبتلقائية ومحبة بالفادي.1يو4 والمحبة هي الباقية 1كو13

 ان هذه الصفات تأتي من الرّوح القدس العامل فينا وفق ارادتنا في 2 : 13,فيتمجّد هو وحده ويتعظّم ونكون نحن متميزين مؤثرين في اتباع كثيرين ليصبحوا هم مؤثرين، والعظمة هي ليست ببقائهم اتباع لنا، انما نسعى باجتهادنا و باجتهادهم ايضا ليصبحوا مؤثرين منطلقين في العالم كل بحسب دعوتة لانهم ملك يسوع المسيح. 2تي2 :1 -2 نتائج هذا التميّثز الادبي في طبيعة الله فينا المُفعَّلة

بعمله فينا وتجاوبنا باجتهاد تأتي بثمار ورؤيا صحيحين وأمان.

 الثمار: الاجتهاد في التميز الادبي يأتي بثمار مؤثرة في ملكوت الله ،ان مقدار تشبهنا بالمسيح بواسطة نعمته، يُحدِّد مدى تأثيرنا من خلال التميز الادبي. "ان صفات التميز الادبي فينا تجعل الله يستأمننا ويبارك عمل ايدينا وهذا يوسع دائرة تاثيرنا " الرؤيا الصحيحة: نمو صفات طبيعة الله فينا، ومعرفته تفتح عيون اذهاننا لنرى ملكوت الله الواسع باحتياجاته ،ونرى احتياج العالم الخاطئ لضرورة الخلاص. وتعطينا تقييمًا ناجحًا لامورنا الحياتية والقيادية.

 الامان: زيادة معرفة الإله ويسوع ربّنا تعطينا الثقة والثبات فيه، وتجعلنا نسلك وفق طبيعته، لان أماننا مستمد منه وهو مرجعيتنا ونحن واثقين من خلاصنا ودخولنا بسعة ،لان الله سيقدم لنا بسخاء وترحيب في دخولنا من اوسع الابواب للملكوت الابديّ وتكون في النهاية السماء لنا.

ان الذي ليس فيه بيننا هذا الايمان الثمين و التميُّز الادبيّ، هوعديم الإثمار، هو عديم التأثير وقصير البصر اي لا يرى ابعد من أنفه والخطر الاكبر ليس فقط عدم وضوح الرؤيا انما ان يكون اعمى ذهنيًا فلا تأثير ابدًا له ، لانه لا يرى خطاياه ليعترف بها انّه يستمد أمانه من ذاته وظروفه الزائلة، ويعيش في دائرته الضيقة وكونه اعمى فانه يصطدم بكثيرين بسبب برّه الذاتي.

فيؤدي هذا الى عدم الثبات وعدم الامان والتزعزع وعدم اليقين وفي النهاية يفقد التميز الادبي و تُفقد الشهادة التي تؤدي الى خلاص الخطاة ولا تبعية، لان قيادته تأتي من مركزه ومنصبه ومرجعيته لشخصه ومزاجيته وامكانياته ونفوذه مصدر امانه.. وتأثيره الروحيّ قصير المدى فيتلاشى ويزول والنتيجة لا يدخل بسعة الى ملكوت ربّنا... لكنه يتعثر ويُعثر كثيرين.

لكننا كما نرى هنا في رسالة بطرس وكيف ان قدرة الله الفائقة استطاعت تغيير وتشكيل بطرس، الذي اخفق سلوكيًا في مواقف عديدة الى شخص يتكلم ويؤمن بالفضيلة قادرة ان تقيمنا مرة اخرى وتحيي فينا الفضيلة بنعمته لنصبح مؤثِّرين بحسب الطبيعة الالهية.

 الاخت مادلين داود