مواضيع

الوجه الحقيقي للايمان

neven zara

ماهو الوجه الحقيقي للإيمان وهل للإيمان عدة أوجه؟

 يجب اولا ان نُعرّف ماهو الإيمان من خلال الكتاب المقدس عبرانيين الإصحاح ١١ و العدد ١ و اما الإيمان فهو الثقة بما ُيرجى و الإيقان بامور لا ُترى و في عدد ٦ يقول ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لانه يجب ان الذي يأتي الى الله يُؤْمِن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.

ان الثقة تأتي بالعِشرة فالعِشرة تولد الثقة وكلمة الإيمان أتت بمعنى الأمانة، فكأني أقول لله أني استأمِنك على حياتي لأنك أمين. انت تصون و تحفظ الأمانة و الثقة. لاحظوا أيضاً كلمة الإيقان انها تعني انني متاكدة مئة في المئة من ان الله قادر على كل شيء ولا يعسر عليه امر لماذا انا متيقنة لانها سبقتها كلمة إيمان وقلنا ان كلمة إيمان تعني الثقة لانه كما هو مكتوب ان الذي وعد هو أمين. والإيمان ليس عكس المنطق بل يعزز المنطق و الإيمان يثبت و يؤكد المنطق. كل هذا كان تعريف الإيمان.

 في رسالة يعقوب الإصحاح ٢ و العدد ١٩ نقراه ماهية الإيمان الصحيح وكيف يكون الإيمان إيماناً صحيحاً. يقول: انت تؤمن ان الله واحد حسناً تفعل والشياطين يؤمنون و يقشعرون ولكن هل تريد ان تعلم أيها الانسان الباطل ان الإيمان بدون اعمال ميت؟ الم يتبرع ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم إسحاق ابنه على المذبح  فترى ان الإيمان عمل مع أعماله وبالاعمال أُكمل الإيمان. ترون إذن انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده. وهنا ناتي للتعبير الخطير الشياطين يؤمنون؟" تلزمنا ان نراجع أنفسنا و صحة ايماننا. ان هذا التعبير "الشياطين يؤمنون؟" نقراه في رسالة تيطس الإصحاح ١و العدد  ١٦ ,اناس يعترفون بانهم يعرفون الله ولكنهم بالاعمال ينكرونه. اذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون. نقراه أيضاً في رسالة افسس الإصحاح ٢و العدد ٨ لأنكم بالنعمة أنتم مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم بل هو عطية الله ليس من اعمال كيلا يفتخر احد لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها.

 غريب؟

 بولس يقول نخلصون بالايمان وليس من اعمال و يعقوب يقول الإيمان بدون اعمال ميت إذن هل الخلاص بالايمان ام بالاعمال؟ سؤال اخر مالفرق بين أعمالي الصالحة قبل الإيمان وبعد الإيمان؟ يوجد ناس يعترفون بإيمانهم بالكلام و لكن بالاعمال ينكرونه مستغلين نعمة الفداء و الصليب. الفرق بكل بساطة ان أعمالي الصالحة قبل الإيمان و بدون المسيح، تُرجع المدح والمجد لذاتي اما بعد الإيمان بالمسيح فنني أعطي المجد لصاحب المجد. يقول اشعيا في الإصحاح ٦٤ عن اعمال برنا: وقد صرنا كنجس و كثوب عدة كل اعمال برنا و قد ذبلنا كورقة و أثمانا كريح تحملنا و ليس من يدعو باسمك او ينتبه ليتمسك بك. يمكن اروح للكنيسة احضر القداس و اعمل اعمال صالحة و أصوم و ..... الخ فماذا يمنع خلاصي؟ يجاوبنا بولس في رومية الأصحاح ٣ و العدد ٢٢ بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل و على كل الذين يؤمنون متبررين مكاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. في يوحنا ٦

وقد  سالوا الناس يسوع ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟ أجابهم يسوع: هذا هو عمل الله ان تؤمنوا بالذي هو ارسله.

 الاعمال الصالحة ليست إشباع فقير او زيارة سجين او إعطاء حسنة للشحاذ لان هذه الأمور يعملها حتى الملحدين وأحسن مننا. إذن ماهي الاعمال الصالحة الذي يقصدها يعقوب؟ ان اصمت وأتكلم ان أقوم واجلس ان امشي واقف وان اكون كلياً في ضمن مشيئة الله وارادته. ان اكون في المسيح و نقول مع بولس لا احيا انا بل المسيح يحيا فيا. لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح إذن مات بلا سبب. لو كان التبرير فقط بعمل الناموس إذن موت المسيح بلا سبب. وايضاً يقول ملعون كل من لايثبت في جميع ماهو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. ملعون من لايعمل اعمال الناموس.

 إذن الوجه الحقيقي للإيمان ان تؤمن بعمل المسيح على الصليب من اجلك و بعدما تؤمن تسلك بحسب هذا الإيمان و تعمل اعمال الله لكي يعود المجد له لا لك.

هذا رياء ان ادعي الإيمان واسلك كما يسلك أهل العالم بلا رجاء بلا يقين و بلا ثقة بالله. فان كنت أدعية الإيمان فواجب علي ان احمل حضور الله و ُأظهِر مجد الله في حياتي.

 ثمر الإيمان: على الأقل هنالك ثلاث ثمار، أولاً: يجب ان تفوح مني رائحة موت كما يقول في كولسي الإصحاح ٣ و العدد ٥ فأميتوا اعضائكم التي على الارض الزنى و النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان اذ خلعته الانسان العتيق مع أعماله ولبسهم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه.  عندها يصير عندي مناعة روحية ضد هذه الأمور كلما تتجدد معرفتي بالمسيح ولست اقصد ان اعرف عنه و لكن ان اعرفه شخصياً كلما ُأميت هذه الأمور و البس المسيح كما يقول بولس في رومية ١٣ بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات.

 ثاني ثمر: هو النمو في رسالة بطرس الثانية الإصحاح ٣ يقول ولكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح. لو أنجبت طفلا لا يكبر لا ينمو وليس ظاهراً في اي علامة من علامات النمو والتطور افليس طفلاً معاقاً؟ ماذا عن اخبار نومك في المسيح؟

 ثالث ثمر هو الثمر نفسه. اسأل نفسي هل انا ُمريح لغيري؟ هل انا ُمفيدة لغيري؟

سوالي  الأخير هو ان كنت تؤمن فهذا جيد جداً لكن أرجو ان تفحص إيمانك و خذ ابديتك بجدية اكثر. وان كانت اجابتك لا فأسألك لماذا هذا الاستهتار بحياتك و ابديتك هل حياتك في نظرك رخيصة لهذه الدرجة؟ نهتم لأمور كثيرة في العالم و نحسب الف حساب لحياة اقتصادية اجتماعية مهنية أفضل ولا نجلس لحظة تامل و تمعن و نفحص حياتنا الابدية