أنهت إرساليّة عرب ليسوع في الأراضي المقدّسة مؤتمرها السّنويّ السّابع للعائلات في بيت لحم، يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر 2013 .محقّقةً الرّؤيا الّتي من أجلها عقدت هذا المؤتمر، هادفةً
أن تساعد الأفراد والعائلات والشّباب والأطفال لاستعادة علاقتهم بالله من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
لماذا يا ترى إرساليّة عرب ليسوع ترغب بمساعدة المجتمعات العربيّة الرّاغبة في التّجاوب مع رؤيا الإرساليّة؟
الإرساليّةتعقد خدماتها ومؤتمراتها ، طاعةً للمأموريّة العظمى الّتي أوصى بها يسوع المسيح تلاميذه قبل صعوده إلى السّماء، فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20 وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ "مت28 " وهذه مسؤوليّتنا أمام الله.
كان عنوان المؤتمر وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ. "مت 14 :36 ،لماذا اختارت الإرساليّة هذا العنوان؟
الإنسان هو الكائن الوحيد الّذي خلقه الله وأعطاه سلطانًا على سائر المخلوقات الّتي خلقها، وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ "تك 1 :26 "،لذلك فتأثيره هائل على الخليقة عامّة وخاصّة سواء بالسّلب أو الإيجاب، وعندما سقط الإنسان ولم يستمرّ بخضوعه لله سقطت الخليقة كلّها ولم يبقى له سلطانًا عليها.
ولذلك نحن نعيش وسط عالم شكّله الضّياع، مهمّش ومجروح، متزعزع ومتغيّر، مضطرب وقلق، تفكّكت وتناثرت فيه العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة، مجتمعًا فاقدًا صفاته الأدبيّة الّتي أصبحت بعيدةً كلّ البعد عن التّناغم والاتّزان والمساءلة العاموديّة والأفقيّة.
نعيش وسط مجتمعٍ فُقِدت فيه القيم الإنسانيّة والذوقيّات الأخلاقيّة الأدبيّة الرّفيعة، حيث أصبحت الإباحيّة هي المنهج السّائد، وعبَر المجتمع الحدود الإنسانيّة الأدبيّة المتكاملة، حيث أُخفقت فيه المحبّة والمصداقيّة والأمانة والشّفافيّة البشريّة، فأمسينا نعيش وسط عالم مشبعًا بالخطيئة والّتي يقول عنها الكتاب المقدّس في 2 تيم3 :3 :3 -5 " وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، 2 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، 3 بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، 4 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، 5 لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا." نحاول بمجهودنا البشريّ بعيدًا عن الله، أن نخلق أجواءً وحياة أفضل، لكن سرعان ما انهارت أسسها وانحدرت نحو الخوف من الغد المجهول، حيث أنّ الكثير من النّاس يعيشون في إحباط واكتئاب وأمراض نفسيّة تؤدّي إلى أمراض جسديّة عضويّة، والعكس أيضًا، لذلك هناك حاجة ماسّة إلى الشفاء.
إنّ صميم إرساليّة المسيح يتلخّص في ما جاء في سفر إشعياء النّبيّ: رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.اش 61 :1
إنّ روح الله قادرٌ أن يؤثّر في شفاء الإنسان الّذي يؤثّر في نفس الإنسان لتُشفى من كلّ جراحاتها، لذلك قدّمت إرساليّة عرب ليسوع مؤتمرًا يشرح به قدرة روح الله على شفاء النّفس البشريّة من خلال التّوبة والإيمان بيسوع المسيح، اعتمادًا على تعليم الكتاب المقدّس وقد استضافت الإرساليّة القسّ أشرف بشارة راعي كنيسة مسيساجا "كندا" وفريق الخدّام للتّسبيح والوعظ والتّعليم. بالإضافة إلى ذلك، استضافت الإرساليّة الأخ أكرم شوقي المسؤول عن خدمة الخادم ديرك برينس في الشّرق الأوسط وأوربا (برينس هو من رواد مفسري الكتاب المقدس في العالم).
اشترك في المؤتمر 270 شخص من 32 مدينة وقرية في إسرائيل، عدا المشتركين من منطقة بيت لحم وبيت جالة وبيت ساحور وقرى مجاورة في فلسطين. وقد كان هذا العدد من مختلف الطّوائف المسيحيّة، نذكر منها: الرّوم الأورثذكس، الرّوم الملكيّين الكاثوليك، الموارنة، اللاتين، المعمدانيّة وغيرها.
صورة من مؤتمر الارسالية في بيت لحم ، ايلول 2013
جال الرّبّ يسوع في وسط المؤتمرين لامسًا حياة الكثيرين بخلاصه ومحبّته وتحريره وشفائه، جاذبًا نحوه قلوب كثيرين كانوا بعيدين كلّ البعد عنه، يعيشون بمرارة وإحباط وفشل وجروح ماضيّة وحاضرة جعلت مستقبلهم بلا رجاء وأمان وضمان.
فنظر إليهم صاحب الضّمان الوحيد، يسوع المسيح الحيّ القائم من بين الأموات، وتحنّن عليهم وافتقدهم بروحه القدوس العجيب معطيًا الكثيرين حياة جديدة ومعنى لحياتهم الحاضرة والمستقبليّة، ومعطيًا أملاً ورجاء فيه وبقوّة خلاصه وشفائه حسب الآية : وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ يو 10 :10
وايضا الايات :َإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ"خر15 :26 " وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا "اش 53 :5 "
لقد عقدت أيضًا الإرساليّة برنامجًا خاصًّا للأطفال وقام معلّمين متخصّصين بتعليمهم من خلال فعاليّات مشوّقة وكان موضوع برنامج الأطفال "ثمر الرّوح القدس".
كان أيضًا للإرساليَة لقاءًا مع القسّ رأفت مشرقي، رئيس إرساليّة عرب ليسوع، حيث أجاب على أسئلة متنوّعة، وبذلك بعث رسالةً للمؤتمرين والشّعب العربيّ المسيحيّ في الأراضي المقدّسة: "أنصح أن يحافظ المسيحيّين في الأراضي المقدّسة عمّا أخذوه من الرّوح القدس في المؤتمر من خلال دراسة الكتاب المقدّس والالتزام للتّعاليم في كنائسهم على مختلف الطّوائف، وأيضًا من خلال الصّلاة والشّركة الفرديّة مع الله."
هذا وقد بعث بكلمةٍ للكنيسة الأمّ في الأراضي المقدّسة، للشّباب والشّابات، الرّجال والنّساء: "قد جاء الوقت لنقف في الثّغر من مختلف الطّوائف من أجل امتداد ملكوت الله في توبةٍ حقيقيّة، كلّ في مكانه ولن تتمّ النّصرة والوحدة ولن تشفى وتخلّص النّفوس
إلّا من خلال توبة الكنيسة. أمّا أنتم أيّها الشّباب فثورةٌ وثروة لتفجّروا طاقات كما جاء في الكتاب المقدّس: 29 فَخْرُ الشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ،"ام 20 " ورسالته للأطفال كانت أيضًا : الآية وشَعْبٌ سَوْفَ يُخْلَقُ يُسَبِّحُ الرَّبَّ "مز 102 :18" وأجيال تسلّم أجيال. أمّا كلمتي للأزواج، إن كان الزّوج فاشل في ببيته فإنّ الله لا يستطيع أن يستأمنه على عمله. وإن كانت الزّوجة فاشلة في بيتها ،كيف ستربّي جيلاً ناجحًا؟ وأنتم أيّها النّساء: الله يحبّكنّ وقد ميّزكنّ، الله يهتم بكنّ، وقد أعطاكنّ مواهب كثيرة متنوّعة كي تستخدموها في العائلة والكنيسة والعمل والمجتمع، وأيضًا يذكر القسّ رأفت أنّ على المرأة الاهتمام ببيتها وعائلتها أوّلاً." أمّا للرّجال فقد قال: الله أعطى الرّجل قيادة بالمحبّة والتّفاهم في العائلة والكنيسة. وأضاف أنّ الرّجال قادرين على تحقيق قصد الله لحياتهم وفي المجتمع. لكن أضاف أيضًا، إذا تقاعس الرّجال، سيختار الله نساءً لتحقيق مقاصد الله كما جاء في سفر القضاة الإصحاح الخامس.
وفي الختام، إرساليّة عرب ليسوع في الأراضي المقدّسة تشكر المؤتمرين المشتركين في المؤتمر وتقول لهم: نحبّكم محبّة المسيح ونفرح في خدمتكم ونشجّعكم على التّواصل معنا بهدف تشجيعكم ومساعدتكم لتكون لكم في المسيح حياة فضلى. ونشكر كلّ من ساهم وساعد في التّحضير والصّلاة محلّيًّا ودوليًّا وخاصّة فريق خدّام عرب ليسوع الّذين نسعى معًا من أجل أن نرفع بتميّزٍ مجتمعًا عربيًّا شافيًا محرّرًا روحًا ونفسًا وجسدًا، مجتمعًا يملك بثبات الإيمان والرّجاء والمحبّة والأمان والسّلام. إنّ خدماتنا مفتوحة لجميع النّاس، من كلّ جنسٍ ولونٍ، وطائفة".
ولنا رسالة محبّة نقدّمها لمجتمعنا العزيز، كما أوصانا السّيّد يسوع المسيح
«هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.
وأيضًا نوّد أن نذَّكِر القارئ العزيز بما قاله السّيّد يسوع المسيح: 13 لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ "يو 15 " يسوع وضع نفسه من اجلك على الصّليب....
وقال أيضًا: لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17 لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. 18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ" .يو3
تعلن الإرساليّة عن إصدار الطّبعة الثّانية لكتاب "جروح في الذّاكرة" للمؤلّف القسّ رأفت مشرقي"، بالإمكان شراء الكتاب من خلال ،
التّواصل معنا عبر البريد الإلكتروني :عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. . وايضا بامكانكم متابعة برامجنا وخدماتنا و
مؤتمراتنا وأهدافنا من خلال موقع الإرساليّة : www.arab4jesus.net
هيئة ارسالية عرب ليسوع
في الاراضي المقدسة